الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ} (102)

ثم قال تعالى : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد }[ 102 ] .

أي : ما وجدنا لهؤلاء المهلكين " عهدا " ، أي : وفاء بما وصيناهم به {[24635]} ، وما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين {[24636]} .

مذهب الفراء : أن {[24637]} { إن } بمعنى : " ما " ، و " اللام " بمعنى إلا {[24638]} .

ومذهب سيبوبه أنها " إن " المخففة [ من الثقيلة {[24639]} ، ودخلت " اللام " لئلا تشتبه " إن " التي بمعنى : ما {[24640]} .

وقال بعض البصريين : دخلت " إن " و " اللام " على معنى التأكيد واليمين . وتدخل {[24641]} " إن " هذه على الأفعال {[24642]} أيضا ، [ تقول {[24643]} ] : إن ظننت زيدا لقائما {[24644]} .

ومعنى { {[24645]} لفاسقين }[ 102 ] ، : خارجين عن طاعة الله {[24646]} .

وقيل : العهد لم يفوا به ، وهو ما أخذ عليهم إذ أُخرجوا من ظهر آدم {[24647]} .


[24635]:جامع البيان 13/10، وتمام نصه: "من توحيد الله، واتباع رسله، والعمل بطاعته واجتناب معاصيه، وهجر عبادة الأوثان والأصنام".
[24636]:في الأصل: فاسقون، وهو خطأ ناسخ.
[24637]:في الأصل: أي: وهو تحريف.
[24638]:قال في مشكل الإعراب 1/297: "وقال الكوفيون: {إن} بمعنى "ما"، و"اللام" بمعنى: "إلا"، تقديره: وما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين". وساقه عن قوله: {وإن كانت لكبيرة}، البقرة: 142، دون نسبة، مشكل الإعراب 1/113. وتفسير القرطبي 1/106. وانظر: البيان في غريب إعراب القرآن 1/126، والتبيان في إعراب القرآن 1/124، وفيه: "وهو ضعيف جدا من جهة أن وقوع "اللام" بمعنى "إلا" لا يشهد له سماع ولا قياس".
[24639]:زيادة من ج.
[24640]:انظر: الكتاب 2/139، 140، ومشكل إعراب القرآن 1/267، والمقتضب 1/50.
[24641]:في الأصل، و"ر" يدخل. وأثبت ما في معاني القرآن للزجاج.
[24642]:في معاني الزجاج: الأخبار.
[24643]:زيادة من "ج" و"ر" ومن قوله: واليمين، إلى: لقائما، لحق في ج.
[24644]:معاني القرآن للزجاج 2/362.
[24645]:في المخطوطات الثلاث: سقطت اللام، وأثبت ما في نص التلاوة.
[24646]:تفسير الماوردي 2/244. وانظر: جامع البيان 13/10، وتفسير ابن كثير 2/235.
[24647]:وهو قول مجاهد في جامع البيان 13/11، الدر المنثور 3/509.