النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (153)

قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَءَامَنُواْ } أما التوبة من السيئات فهي الندم على ما سلف والعزم على ألاّ يفعل مثلها . فإن قيل فالتوبة إيمان فما معنى قوله : { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَءَامَنُواْ } فالجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني أنهم تابوا من المعصية واستأنفوا عمل الإيمان بعد التوبة .

والثاني : يعني أنهم تابوا بعد المعصية وآمنوا بتلك التوبة .

والثالث : وآمنوا بأن الله قابل التوبة .