إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (153)

{ والذين عَمِلُواْ السيئات } أيَّ سيئةٍ كانت { ثُمَّ تَابُواْ } عن تلك السيئات { مِن بَعْدِهَا } أي من بعد عملها { وَءامَنُواْ } إيماناً صحيحاً خالصاً واشتغلوا بإقامة ما هو من مقتضياته من الأعمال الصالحةِ ولم يُصِرُّوا على ما فعلوا كالطائفة الأولى { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } أي من بعد تلك التوبةِ المقرونةِ بالإيمان { لَغَفُورٌ } للذنوب وإن عظُمت وكثُرت { رحِيمٌ } مبالِغٌ في إفاضة فنونِ الرحمةِ الدنيويةِ والأخروية ، والتعرّضُ لعنوان الربوبيةِ مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام للتشريف .