غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (153)

142

قال مالك بن أنس : ما من مبتدع إلا وتجد فوق رأسه ذلة ثم قرأ هذه الآية { والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا } ظاهر الآية يدل على أن التوبة شرط العفو وأنه لا بد مع التوبة من تجديد الإيمان فما أصعب شأن المذنبين ، ولكن عموم لفظ السيئات يدل على أن من أتى بجميع المعاصي ثم تاب فإنه الله يغفرها له فما أحسن حال التائبين { لغفور } ستور عليهم محَّاء لما صدر منهم { رحيم } منعم عليهم بالجنة . وفيه أن الذنوب وإن جلت وعظمت فإن عفوه وكرمه أعظم وأجل .

/خ154