السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (153)

{ والذين عملوا السيئات } أي : عملوا الأعمال السيئة ويدخل في ذلك كل ذنب حتى الكفر { ثم تابوا } أي : رجعوا عنها إلى الله تعالى { من بعدها } أي : من بعد أعمالهم السيئة { وآمنوا } أي : وصدقوا بالله تعالى بأنه لا إله غيره وأنه يقبل توبة التائب ويغفر الذنوب وإن عظمت { إنّ ربك } أي : يا محمد أو يا أيها الإنسان التائب { من بعدها } أي : التوبة { لغفور } أي : ستور عليهم محاء لما كان منهم { رحيم } بهم أي : منعم عليهم بالجنة وفي الآية دليل على أنّ السيئات بأسرها صغيرها وكبيرها مشتركة في التوبة وأنّ الله تعالى يغفرها جميعاً بفضله ورحمته فإنّ عفوه وكرمه أعظم وأجل وهذا من أعظم ما يفيد البشارة والفرح للمذنبين التائبين ، وتقدير الآية : أنّ من أتى بجميع السيئات ثم تاب إلى الله تعالى وأخلص التوبة فإنّ الله يغفرها له ويقبل توبته .