فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (153)

{ والذين عملوا السيئات } أي سيئة كانت حتى الكفر وما دونه ومن جملتها عبادة العجل { ثم تابوا من بعدها } أي من بعد عملها { وآمنوا } بالله { إن ربك } أيها التائب أو يا محمد { من بعدها } أي من بعد هذه التوبة أو من بعد عمل هذه السيئات التي قد تاب عنها فاعلها وآمن بالله { لغفور رحيم } أي كثير الغفران لذنوب عباده وكثير الرحمة لهم .

وفي الآية دليل على أن السيئات بأسرها صغيرها وكبيرها مشتركة في التوبة وأن الله تعالى يغفرها جميعا بفضله ورحمته ، وهذا من أعظم البشائر للمذنبين التائبين .