النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (204)

قوله عز وجل { وَإِذَا قرئ القرءآن فِاسْتَمِعُوا لَهُ } أي لقراءته .

{ وَأَنصِتُواْ } أي لا تقابلوه بكلام ولا إعراض { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .

واختلفوا في موضع هذا الإنصات على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها نزلت في المأموم خلف الإمام ينصت ولا يقرأ ، قاله مجاهد .

والثاني : أنها نزلت في خطبة الجمعة ينصت الحاضر لاستماعها ولا يتكلم ، قالته عائشة وعطاء{[1165]} .

والثالث : ما قاله ابن مسعود : كنا يسلم بعضنا على بعض في الصلاة ، سلام على فلان ، سلام على فلان ، فجاء القرآن من { وَإِذَا قرئ الْقُرءَانُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ } .


[1165]:قال النقاش: الآية مكية ولم يكن بمكة خطبة ولا جمعة. أقول والصحيح أن هذا الإنصات عام فيما يجهر به الإمام وفي غيره.