النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ} (201)

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ منَ الشَّيْطَانِ } قرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة { طَائِفٌ } ، وقرأ الباقون { طَيْفٌ } واختلف في هاتين القراءتين على قولين :

أحدهما : أن معناهما واحد وإن اختلف اللفظان ، فعلى هذا اختلف في تأويل ذلك على أربعة تأويلات :

أحدها : أن الطيف اللمم كالخيال يلم بالإنسان .

والثاني : أنه الوسوسة ، قاله أبو عمرو بن العلاء .

والثالث : أنه الغضب ، وهو قول مجاهد{[1164]} .

والرابع ، أنه الفزع ، قاله سعيد بن جبير .

والقول الثاني : أن معنى الطيف والطائف مختلفان ، فالطيف اللمم ، والطائف كل شيء طاف بالإنسان .

{ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : علموا فإذا هم منتهون .

والثاني : اعتبروا فإذا هم مهتدون .


[1164]:في الأصول وهو قول سعيد بن والتصويب من القرطبي.