الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (204)

ثم قال تعالى : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له }[ 204 ] .

هذا أمر للمؤمنين{[26617]} أن{[26618]} يستمعوا القرآن ويتعظوا به ، ويتدبروه ، وينصتوا للقراءة ليرحمهم الله .

قال المسيب بن رافع{[26619]} عن ابن مسعود : ذلك في الصلاة ، وكان بعضنا يسلم على بعض في الصلاة ، فجاء القرآن : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا }{[26620]} .

وقاله أبو هريرة{[26621]} .

وقال الزهري{[26622]} : نزلت في الأنصار ، كانوا يقرأون مع النبي صلى الله عليه وسلم ، كلما قرأ فنهوا عن ذلك ، وأمروا بالإنصات{[26623]} .

وكذلك قال النخعي ، وابن شهاب ، والحسن : إنه أمر في الصلاة . وهو قول : مجاهد ، وابن المسيب ، وقتادة ، والضحاك ، والشعبي وعطاء ، وغيرهم{[26624]} .

والخطبة من الصلاة : فلإنصات لها واجب{[26625]} .


[26617]:إلى هنا تنتهي المقابلة مع المخطوطة: "ج".
[26618]:في الأصل: أي. وهو تحريف.
[26619]:هو: المسيب بن رافع الأسدي، أبو العلاء الكوفي، ثقة، توفي سنة 105هـ. انظر: تقريب التهذيب 465.
[26620]:جامع البيان 13/45، وتفسير ابن كثير 2/280.
[26621]:جامع البيان 13/345، وتفسير ابن أبي حاتم ، والدر المنثور 3/634.
[26622]:هو: محمد بن مسلم بن شهاب القرشي، الزهري، الفقيه، أبو بكر، عالم الحجاز والشام توفي سنة 125هـ، انظر: تهذيب التهذيب 3/696، وما بعدها، وتقريب التهذيب 440.
[26623]:جامع البيان 13/346، وأسباب النزول للواحدي 233، ولباب النقول في أسباب النزول 188. وينظر: المحرر الوجيز 2/494، وزاد المسير 3/312، 313، وتفسير القرطبي 7/224، والبحر المحيط 4/448.
[26624]:انظر: جامع البيان 13/348، وما بعدها.
[26625]:قال ابن عطية في المحرر الوجيز 2/494: "...، فهذه الآية واجبة الحكم في الصلاة،...، واجبة الحكم أيضا في الخطبة من السنة، لا من هذه الآية، ويجب من الآية الإنصات إذا قرأ الخطيب القرآن أثناء الخطبة. وحكم هذه الآية في غير الصلاة على الندب، أغني في نفس الإنصات والاستماع إذا سمع الإنسان قراءة كتاب الله، عز وجل، وأما ما تتضمنه الألفاظ وتعطيه من توقير القرآن وتعظيمه، فواجب في كل حالة". انظر: جامع البيان 13/350، وما بعدها، وتفسير ابن كثير 2/281، والتسهيل لابن جزي 2/59.