نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (204)

ولما عظم الله شأن القرآن ، فكان{[34456]} التقدير : فآمنوا به تفلحوا ، عطف عليه قوله : { وإذا قرىء القرآن } أي وهو هذا{[34457]} الذي يوحى إليّ ، فتأدبوا وتواضعوا لأنه صفة ربكم { فاستمعوا له } أي ألقوا إليه أسماعكم مجتهدين في عدم شاغل يشغلكم عن السمع .

ولما كان بعض الفهماء يسمع وهو يتكلم ، أشار إلى أن هذا الكتاب أعلى قدراً من أن يناله من يشتغل عنه بأدنى شغل فقال : { وأنصتوا } أي للتأمل والتدبر لتنجلي قلوبكم فتعلموا حقيقته فتعلموا بما فيه ولا يكون في صدوركم حرج منه ؛ ولما كان ظاهر الآية وجوب الإنصات لكل قارىء على كل أحد ، رغب فيه تعظيماً لشأنه{[34458]} فقال : { لعلكم ترحمون* } أي لتكونوا على رجاء من أن يكرمكم ربكم ويفعل بكم كل ما يفعله الراحم مع المرحوم .


[34456]:- من ظ، وفي الأصل: كان.
[34457]:- سقط من ظ.
[34458]:-سقط من ظ.