النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (75)

قوله عز وجل : { وَمِنْهُم منْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ . . . } الآية والتي بعدها نزلت في ثعلبة ابن حاطب الأنصاري . وفي سبب نزولها قولان :

أحدهما : أنه كان له مال بالشام خاف هلاكه فنذر أن يتصدق منه ، فلما قدم عليه بخل به ، قاله الكلبي .

والثاني : أن مولى لعمر قتل رجلاً لثعلبة فوعد إن أوصل الله الدية إليه أخرج حق الله تعالى منها ، فلما وصلت إليه بخل بحق الله تعالى أن يخرجه ، قاله مقاتل .

وقيل إن ثعلبه لما بلغه ما نزل فيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته{[1267]} فقال : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَنَعَنِي أَن أَقْبَلَ مِنكَ صَدَقَتَكَ " فجعل يحثي على رأسه التراب . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً .


[1267]:المراد الصدقة هنا الزكاة.