جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (75)

{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين } ، نزلت{[2031]} في ثعلبة بن حاطب التمس الدعاء من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لتكثير{[2032]} ماله وعهد أن لو رزق ليعطي كل ذي حق حقه فلما رزق غنما تضيق بها المدينة أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في طلب الزكاة منه فأبى وقال : ما هذه إلا أخت الجزية . فلما نزلت الآية جاء بالزكاة فقال : إن الله تعالى منعني أن أقبل منك . فجعل التراب يحثو على رأسه ، فقبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فما قبل منه أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما ، وهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه .


[2031]:قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة والحسن وغيرهم/ منه.
[2032]:أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وغيرهم هذه القصة بأطول من هذا جدا وفيه قال، يعني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- له: يا ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه. فقال: ادع الله أن يرزقني مالا. فقال: "اللهم ارزقه مالا"، فاتخذ غنما فنمت كما تنمي الدود، حتى ضاقت بها المدينة فتنحى بها فكان يشهد الصلاة بالنهار مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولا يشهدها بالليل، ثم نمت حتى لا يشهد جمعة ولا جنازة [رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك، كما في المجتمع (7/32)]. الحديث/ فتح البيان.