النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (98)

قوله عز وجل : { وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً } فيه وجهان :

أحدهما : ما يدفع من الصدقات .

الثاني : ما ينفق في الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم مغرماً ، والمغرم التزام ما لا يلزم ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [ الفرقان : 65 ] أي لازماً ، قال الشاعر :

فَمَا لَكَ مَسْلُوبَ العَزَاءِ كَأَنَّمَا *** تَرَى هَجْرَ لَيْلَى مَغْرَماً أَنْتَ غارِمُهُ

{ وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ } جمع دائرة وهي انقلاب النعمة إلى ضدها ، مأخوذة من الدور ويحتمل تربصهم الدوائر وجهين :

أحدهما : في إعلان الكفر والعصيان .

والثاني : في انتهاز الفرصة بالانتقام .

{ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } رد لما أضمروا وجزاء لما مكروا .