النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (100)

قوله عز وجل : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنصَارِ } فيهم أربعة{[1275]} أقاويل :

أحدها : أنهم الذين صلّوا إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو موسى الأشعري وسعيد بن المسيب .

الثاني : أنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، قاله الشعبي وابن سيرين .

الثالث{[1276]} : أنهم أهل بدر ، قاله عطاء .

الرابع : أنهم السابقون بالموت والشهادة من المهاجرين والأنصار سبقوا إلى ثواب الله تعالى وحسن جزائه .

ويحتمل خامساً : أن يكون السابقون الأولون من المهاجرين هم الذين آمنوا بمكة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، والسابقون الأولون من الأنصار هم الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إليهم .

{ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بإِحْسَانٍ } يحتمل وجهين :

أحدهما : في الإيمان .

الثاني{[1277]} : في الأفعال الحسنة .

{ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : رضي الله عنهم بالإيمان ، ورضوا عنه بالثواب ، قاله ابن بحر{[1278]} .

الثاني : رضي الله عنهم في العبادة . ورضوا عنه بالجزاء ، حكاه علي بن عيسى .

الثالث{[1279]} : رضي الله عنهم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورضوا عنه بالقبول .


[1275]:في ق فيهم قولان أحدهما.
[1276]:سقط من ق.
[1277]:سقط من ق.
[1278]:سقط من ق.
[1279]:سقط من ق.