غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (98)

90

ثم نوع جنس الأعراب فقال : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً } هو مفعول ثانٍ ليتخذ لأنه بمعنى الجعل والاعتقاد والزعم أي يعتقد أن الذي ينفقه في سبيل الله غرامة وخسران . وقد عرفت أن أصل الغرم اللزوم كأنه اعتقد أنه لزمه لأمر من خارج كتقية أو رياء ليس مما ينبعث من النفس ، والمغرم إما مصدر أو موضع . { ويتربص بكم الدوائر } نوب الزمان وتصاريفه ودوله وكأنها لا تستعمل إلا في المكروه تشبيهاً بالدائرة التي تحيط بما في ضمنها بحيث لا يوجد منها مخلص . ثم خيّب الله ظنونهم بالإسلام وذويه بأن دعا عليهم بقوله : { عليهم دائرة السوء } وإنها جملة معترضة كقوله { غلت أيديهم } [ المائدة : 64 ] والسوء بالفتح مصدر أضيف إليه الدائرة للملابسة كقولك «رجل صدق » . قال في الكشاف : وهو ذم للدائرة لأن من دارت عليه ذامّ لها وبالضم اسم بمعنى البلاء . والعذاب ، والمراد أنهم لا يرون في محمد ودينه إلا ما يسوءهم . { والله سميع } لأقوالهم { عليم } بنياتهم . قيل : هم أعراب أسد وغطفان وتميم .

/خ99