النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (6)

{ يومئذٍ يَصْدُرُ الناسُ أَشْتاتاً } فيه قولان :

أحدهما : أنه يوم القيامة يصدرون من بين يدي الله تعالى فرقاً فرقاً مختلفين في قدرهم وأعمالهم ، فبعضهم إلى الجنة وهم أصحاب الحسنات ، وبعضهم إلى النار وهم أصحاب السيئات ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : أنهم في الدنيا عند غلبة الأهواء يصدرون فرقاً : فبعضهم مؤمن ، وبعضهم كافر ، وبعضهم محسن ، وبعضهم مسيء ، وبعضهم محق ، وبعضهم مبطل .

{ ليُرَوْا أَعْمالَهم } يعني ثواب أعمالهم يوم القيامة .

ويحتمل ثالثاً : أنهم عند النشور يصدرون أشتاتاً من القبور على اختلافهم في الأمم والمعتقد بحسب ما كانوا عليه في الدنيا من اتفاق أو اختلاف ، ليروا أعمالهم في موقف العرض من خير أو شر ، فيجازون عليها بثواب أو عقاب . والشتات : التفرق والاختلاف .

قال لبيد :

إنْ كُنْتِ تهْوينَ الفِراقَ ففارقي *** لا خيرَ في أمْر الشتات{[3322]}


[3322]:لم نجد البيت في ديوانه والشطر الثاني غير موزون.