النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة

مدنية في قول ابن عباس وقتادة وجابر{[1]}

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى { إذا زُلزِلت الأرض زِلزالها } أي حركت الأرض حركتها .

والزلزلة شدة الحركة ، فيكون من زل يزل{[3319]} .

وفي قوله { زِلزالها } وجهان :

أحدهما : لأنها غاية زلازلها المتوقعة .

الثاني : لأنها عامة في جميع الأرض ، بخلاف الزلازل المعهودة في بعض الأرض .

وهذا الخطاب لمن لا يؤمن بالبعث وعيد وتهديد ، ولمن يؤمن به إنذار وتحذير ، واختلف في هذه الزلزلة على قولين : أحدهما : أنها في الدنيا من أشراط الساعة ، وهو قول الأكثرين .

الثاني : أنها الزلزلة يوم القيامة ، قاله خارجة بن زيد وطائفة .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.
[3319]:هكذا في الأصل، ولعل الصواب فيكون من زلزل.