النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة العاديات

مكية في قول ابن مسعود وجابر والحسن وعكرمة وعطاء .

ومدنية في قول ابن عباس وأنس بن مالك وقتادة .

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى : { والعادياتِ ضَبْحاً } في العاديات قولان :

أحدهما : أنها الخيل في الجهاد ، قاله ابن عباس وأنس والحسن ، ومنه قول الشاعر :

وطعنةٍ ذاتِ رشاشٍ واهيهْ *** طعنْتُها عند صدور العاديْه

يعني الخيل .

الثاني : أنها الإبل في الحج ، قاله عليٌّ رضي الله عنه وابن مسعود ، ومنه قول صفية بنت عبد المطلب :

فلا والعاديات غَداة جَمْعٍ *** بأيديها إذا صدع الغبار

يعني الإبل ، وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو ، وهو تباعد الرجل في سرعة المشي .

وفي قوله " ضبحاً " وجهان :

أحدهما : أن الضبح حمحمة الخيل عند العدو ، قاله من زعم أن العاديات الخيل .

الثاني : أنه شدة النّفس عند سرعة السير ، قاله من زعم أنها الإبل ، وقيل : إنه لا يضبح بالحمحمة في عدوه إلا الفرس والكلب ، وأما الإبل فضبحها بالنفَس .

وقال ابن عباس : ضبحها : قول سائقها : أح أح .

وهذا قَسَمٌ .