الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا} (8)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وإنا لجاعلون} في الآخرة،

{ما عليها}، يعني: ما على الأرض من شيء،

{صعيدا}، يعني: مستويا،

{جرزا}، يعني: ملساء ليس عليها جبل، ولا نبت...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول عزّ ذكره: وإنا لمخرّبوها بعد عمارتناها بما جعلنا عليها من الزينة، فمصيروها صعيدا جرزا لا نبات عليها ولا زرع ولا غرس. وقد قيل: إنه أريد بالصعيد في هذا الموضع: المستوي بوجه الأرض، وذلك هو شبيه بمعنى قولنا في ذلك...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا} والله أعلم، أي نبتليهم بالسعة والرخاء والضيق والشدة...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

في الصعيد ثلاثة أقاويل:

أحدها: الأرض المستوية، قاله الأخفش ومقاتل.

الثاني: هو وجه الأرض لصعوده، قاله ابن قتيبة.

الثالث: أنه التراب، قاله أبان بن تغلب.

وفي الجُرُز أربعة أوجه:

أحدها: بلقعاً، قاله مجاهد.

الثاني: ملساء، وهو قول مقاتل.

الثالث: محصورة، وهو قول ابن بحر.

الرابع: أنها اليابسة التي لا نبات بها ولا زرع.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والمعنى أنه تعالى بين أنه إنما زين الأرض لأجل الامتحان والابتلاء لا لأجل أن يبقى الإنسان فيها متنعما أبدا لأنه يُزَهِّد فيها بقوله: {وإنا لجاعلون ما عليها} الآية ونظيره قوله: {كل من عليها فان} وقوله: {فيذرها قاعا} الآية، وقوله: {وإذا الأرض مدت} الآية.

والمعنى أنه لا بد من المجازاة بعد فناء ما على الأرض، وتخصيص الإبطال والإهلاك بما على الأرض يوهم بقاء الأرض إلا أن سائر الآيات دلت على أن الأرض أيضا لا تبقى وهو قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض}...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

وفي الآية تسلية له صلوات الله عليه. كأنه قيل لا تحزن عليهم فإنه لا عليك أن يهلكوا جميعا. لأنا نخرج جميع الأسباب من العدم إلى الوجود للابتلاء. ثم نفنيها، ولا حيف ولا نقص...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وفي التعبير صرامة، وفي المشهد الذي يرسمه كذلك. وكلمة (جرزا) تصور معنى الجدب بجرسها اللفظي. كما أن كلمة (صعيدا) ترسم مشهد الاستواء والصلادة!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

قوله: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} تكميل للعبرة وتحقيق لفناء العالم. فقوله: {جاعلون} اسم فاعل مراد به المستقبل، أي سنجعل ما على الأرض كله معدوماً فلا يكون على الأرض إلا تراب جاف أجرد لا يصلح للحياة فوقه وذلك هو فناء العالم، قال تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} [إبراهيم: 48].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً}... وهو كنايةٌ عن فقدان حركة الحياة فيها، باعتبار أن النبات يمثل الحياة النامية الحلوة التي تمد الإنسان بالقوّة عندما تمدّه بالغذاء، وتمنح الوجود جمالاً، من خلال ما تثيره فيه من الخضرة الطافرة الحلوة. وهذه هي الصورة التي يريد القرآن أن يؤكدها في وعي الإنسان، فلا يستسلم لزينة الحياة الدنيا... بل عليه أن يعتبرها مجرد زينةٍ طارئةٍ، كحالةٍ عابرةٍ، ليستغرق في داخلها في نطاق الفكرة التي يستوحيها، والدرس الذي يأخذه، والعمل الذي يعمله... ليبقى له ذلك منها، كرصيدٍ للدار الآخرة، عندما تتحول الحياة إلى شيءٍ لا أثر فيه لأيّة حركةٍ ولأيّة حياة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

حياة الإِنسان المادية تشبه هذا التحوُّل، فلا بدُّ أن يأتي ذلك اليوم الذي يضع نهاية للقصور التي تُناطح السماء، وللملابس الباذخة والنعم الكثيرة التي يَرفُل بها الإِنسان، كذلك تنتهي المناصب والمواقع والاعتبارات، وسوف لن يبقى شيء من المجتمعات البشرية سوى القبور الساكنة اليابسة، وهذا درسٌ عظيم...