فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا} (8)

ثم أعلم سبحانه أنه مبيد لذلك كله ومفنيه فقال : { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً } أي : لجاعلون ما عليها من هذه الزينة عند تناهي عمر الدنيا { صعيداً } : تراباً . قال أبو عبيدة : الصعيد : المستوي من الأرض . وقال الزجاج : هو الطريق الذي لا نبات فيه . قال الفراء : الجرز : الأرض التي لا نبات فيها ، ومن قولهم : امرأة جرزاً : إذا كانت أكولاً ، وسيفاً جرازاً : إذا كان مستأصلاً ، وجرز الجراد والشاة والإبل : الأرض إذا أكلت ما عليها . قال ذو الرمة :

طوى النحز والإجراز ما في بطونها *** . . .

ومعنى النظم : لا تحزن يا محمد مما وقع من هؤلاء من التكذيب ، فإنا قد جعلنا ما على الأرض زينة لاختبار أعمالهم ، وإنا لمذهبون ذلك عند انقضاء عمر الدنيا فمجازوهم إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر .

/خ8