الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا} (8)

ثم قال : { وإنا لجاعلون ما عليها صعيد جرزا } [ 8 ] .

أي : وإنا لمخربوها بعد زينتها وعمارتها . يعني بذلك يوم القيامة ، تصير الأرض مستوية لا جبل فيها ولا واد ولا أكمة ولا ماء ولا نبات{[42211]} . والصعيد وجه الأرض . والجرز الذي لا نبات من الأرض ولا زرع ولا غرس{[42212]} .

وقيل : الصعيد هنا المستوي بوجه الأرض{[42213]} ، قال ابن عباس معناه : أنه يهلك كل شيء بما جئتهم به فإن مصيرهم إلي فأجازيهم{[42214]} بأعمالهم . فإني مهلك كل من على وجه الأرض .

قال : ابن زيد : الصعيد : المستوي ، دل على ذلك قوله : { لا ترى فيها عوجا ولا أمتا{[42215]} }{[42216]} . والجرز : الأرض التي{[42217]} لا نبات فيها ولا منفعة{[42218]} ، ألم تر{[42219]} إلى قوله :

{ أو لم يروا إنا نسوق الماء إلى الأرض [ الجرز ] }{[42220]} أي الأرض التي{[42221]} لا نبات فيها{[42222]} .

حكى سيبويه : جرزت الأرض{[42223]} فهي{[42224]} مجروزة ، وجرزها الجراد والنعم . وأرضون أجراز : إذا كانت لا شيء فيها{[42225]} . ويقال : للسنة المجدبة جرز وسنون إجراز{[42226]} .


[42211]:وهو: تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/196.
[42212]:انظر: هذا القول: في معاني الفراء 2/134، وغريب القرآن 263. ومعاني الزجاج 3/269 واللسان (صع).
[42213]:انظر هذا القول: في جامع البيان 15/196، والدر 5/361.
[42214]:ق: "فأجيزهم".
[42215]:ق: "أمة".
[42216]:طه: 107.
[42217]:ق: "الذي".
[42218]:ق: "ولا منفعة فيها".
[42219]:ط: "الا ترى".
[42220]:السجدة: 27.
[42221]:ق: "الذي".
[42222]:انظر قوله: في غريب القرآن 263، وجامع البيان 15/196.
[42223]:ساقط من ط.
[42224]:ق: "فهو".
[42225]:انظر هذا القول: في معاني الفراء 2/134، وجامع البيان 15/196.
[42226]:وهو قول أبي عبيدة، انظر: مجاز القرآن 1/393.