تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا} (8)

الآية8 : وقوله تعالى : { وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا } أي نبتليهم ، ونختبرهم أيضا بذهاب النبات وأنزاله .

وتأويله : أن يبتليهم بالرخاء والسعة وبالضيق والشدة كقوله { وتبلوكم بالشر والخير فتنة }( الأنبياء : 35 ) وقوله : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } الآية( البقرة : 155 ) وقوله : { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } ( الأعراف : 168 ) ونحوه . فعلى ذلك قوله : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا } { وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا } والله أعلم ، أي نبتليهم بالسعة والرخاء والضيق والشدة .

وقال القتبي : { فلعلك باخع نفسك } أي مهلك نفسك ، وقال أبو عوسجة : { باخع } بخع نفسه ، أي أخرجها ، وقالا جميعا : الأسف الحزن . وقال غيرهما : الأسف الغضب أيضا . دليله قوله : { فلما آسفونا انتقمنا منهم } ( الزخرف : 55 ) أي أغضبونا .

وقال القتبي : الصعيد المستوي ، ويقال وجه الأرض ومنه قيل للترب : { صعيدا } لأنه وجه الأرض والجرز : الأرض التي لا تُنْبِتُ شيئا . يقال : أرض جرز وأرضون أجراز . وكذلك قال أبو عوسجة : والجرز الأرض التي لا نَبْتَ فيها ، والصعيد التراب .