المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

مقدمة السورة:

بدأت السورة بأسلوب يشوق إلى سماع الحديث عن يوم القيامة وما يكون فيه ، مشيرة إلى أن الناس فيه قسمان : فمنهم من لا يرون فيه كرامة عند استقبالهم ويدخلون نارا حامية ، ومنهم من يستقبلونه فرحين بمظاهر الرحمة والرضوان المعدة لهم . ثم ساقت الأدلة الواضحة على قدرته تعالى على البعث مما يشاهدونه بأعينهم وينتفعون به في حياتهم ، وبعد ذكر هذه الأدلة انتقلت إلى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتذكير لأنها مهمته الأولى بالنسبة إليهم . مبينة أنه ليس مسلطا عليهم فيجبروهم على الإيمان ، وأن من تولى وكفر بعد هذا التذكير ، فسوف يأخذه الله بذنبه ويعذبه العذاب الأكبر . حين يرجع إليه بعد الموت لأن رجوعهم جميعا إليه وحسابهم جميعا عليه .

1- هل أتاك - يا محمد - حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها ؟ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية بلا خلاف في ذلك بين أهل التأويل .

قال بعض المفسرين : { هل } بمعنى قد ، وقال الحذاق : هي على بابها توقيف ، فائدته تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر ، وقيل المعنى هل كان هذا من علمك لولا ما علمناك ، ففي هذا التأويل تعديد النعمة . و { الغاشية } القيامة لأنها تغشى العالم كله بهولها وتغييرها لبنيته ، قاله سفيان وجمهور من المتأولين ، وقال ابن جبير ومحمد بن كعب : { الغاشية } النار ، وقد قال تعالى { وتغشى وجوههم النار }{[11760]} [ إبراهيم : 50 ] ، وقال : { ومن فوقهم غواش }{[11761]} [ الأعراف : 41 ] فهي تغشى سكانها والقول الأول يؤيده قوله تعالى : { وجوه يومئذ }


[11760]:من الآية 50 من سورة إبراهيم.
[11761]:من الآية 41 من سورة الأعراف.