قوله تعالى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية } هل استفهام ، واستفهم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن أتاه بعد ، فكأنه قال : لا يأتيك خبره ، ثم أخبره . ويقال : معناه : قد أتاك حديث الغاشية ، والغاشية اسم من أسماء يوم القيامة ، وإنما سميت غاشية ، لأنها تغشى الخلق كلهم . كما يقال : { يوماً كان شره مستطيراً } [ الإنسان : 7 ] ، ويقال : الغاشية النار ، وإنما سميت غاشية ، لأنها تغشي وجوه الكفار . كما قال : { وتغشى وجوههم النار } [ إبراهيم : 5 ] أو كقوله : { يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ العنكبوت : 55 ] ويقال : الغاشية دخان النار ، يخرج من النار يوم القيامة ، عنق من النار ، فيحيط بالكفار مثل السرادق ، ويجيء دخانها ، فيغشى الخلائق ، حتى لا يرى بعضهم بعضاً ، إلا من جعل الله تعالى له نوراً ، بصالح عمله في الدنيا كقوله : { كالقصر كَأَنَّهُ جمالة صُفْرٌ } [ المرسلات : 33 ] وكقوله : { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } [ الواقعة : 43 ] ويقال : تغشى الغاشية الصراط المنافقين . كقوله : { يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارجعوا وَرَاءَكُمْ فالتمسوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحمة وظاهره مِن قِبَلِهِ العذاب } [ الحديد : 13 ] الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.