فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الغاشية

هي ست وعشرون آية ، وهي مكية بلا خلاف وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الغاشية بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله ، وقد تقدم حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يقرأ { سبح اسم ربك الأعلى } ، والغاشية في صلاة العيد ، ويوم الجمعة » .

قوله : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية } قال جماعة من المفسرين : «هل » هنا بمعنى قد ، وبه قال قطرب : أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية ، وهي القيامة لأنها تغشى الخلائق بأهوالها . وقيل : إن بقاء «هل » هنا على معناها الاستفهامي المتضمن للتعجيب بما في خبره ، والتشويق إلى استماعه أولى . وقد ذهب إلى أن المراد بالغاشية هنا القيامة أكثر المفسرين . وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب : الغاشية النار تغشى وجوه الكفار كما في قوله : { وتغشى وُجُوهَهُمْ النار } [ إبراهيم : 50 ] وقيل : الغاشية أهل النار لأنهم يغشونها ويقتحمونها والأوّل أولى . قال الكلبي : المعنى إن لم يكن أتاك حديث الغاشية ، فقد أتاك .

/خ26