فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الغاشية

هي ست وعشرون آية وهي مكية بلا خلاف ، وعن ابن عباس قال نزلت بمكة وعن ابن الزبير مثله ، وقد تقدم حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سبح اسم ربك الأعلى والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ هل أتاك حديث الغاشية } قال جماعة من المفسرين هل هنا بمعنى قد ، وبه قال قطرب أي قد جاءك يا محمد ، حديث الغاشية وهي القيامة لأنها تغشى الخلائق بأهوالها ، وقيل أن بقاء ( هل ) على معناها الاستفهامي المتضمن للتعجب مما في حيزه والتشويق إلى استماعه أولى .

وقد ذهب إلى أن المراد بالغاشية هنا القيامة أكثر المفسرين ، وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب الغاشية النار تغشى وجوه الكفار كما في قوله { وتغشى وجوههم النار } وقيل الغاشية أهل النار لأنهم يغشونها ويقتحمونها ، والأول أولى .

قال الكلبي المعنى إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك قال ابن عباس : الغاشية من أسماء القيامة وعنه قال الغاشية الساعة ، وفي المصباح الغشاء الغطاء ويقال أن الغشى يعطل القوى المحركة والأوردة الحساسة لضعف القلب بسبب وجع شديد أو برد أو جوع مفرط ، وقيل الغشي هو الإغماء وقيل الإغماء امتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ وقيل الإغماء سهو يلحق الإنسان مع فتور الأعضاء لعلة ، وغشيته أغشاه من باب تعب أتيته ، والاسم الغشيان بالكسر .