السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية بالإجماع ، وهي ست وعشرون آية واثنان وتسعون كلمة وثلاثمائة وإحدى وثمانون حرفاً .

{ بسم الله } علام الغيوب { الرحمن } كاشف الكروب { الرحيم } الذي خص أولياءه بالعفو عن الذنوب .

وقوله سبحانه وتعالى : { هل أتاك حديث الغاشية } فيه وجهان : أحدهما : أنّ هل بمعنى قد ، أي : قد جاءك يا أشرف الخلق حديث الغاشية ، كقوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } [ الإنسان : 1 ] . قال قطرب : والثاني : أنه استفهام على حاله ، وتسميه أهل البيان التشويق ، والمعنى : إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك وهو معنى قول الكلبي ، والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها وتلبسهم أهوالها وهي القيامة من قوله : { يوم يغشاهم العذاب } [ العنكبوت : 55 ] وقيل : هي النار من قوله تعالى : { وتغشى وجوههم النار } [ إبراهيم : 50 ] { ومن فوقهم غواش } [ الأعراف : 41 ] . وقيل : المراد النفخة الثانية للبعث لأنها تغشى الخلق . وقيل : الغاشية أهل النار يغشونها ويقتحمون فيها .