ثم يجاء بجهنم فتقف متأهبة هي الأخرى !
" يومئذ يتذكر الإنسان " . . الإنسان الذي غفل عن حكمة الابتلاء بالمنع والعطاء . والذي أكل التراث أكلا لما ، وأحب المال حبا جما . والذي لم يكرم اليتيم ولم يحض على طعام المسكين . والذي طغى وأفسد وتولى . . يومئذ يتذكر . يتذكر الحق ويتعظ بما يرى . . ولكن لقد فات الأوان " وأنى له الذكرى ؟ " . . ولقد مضى عهد الذكرى ، فما عادت تجدي هنا في دار الجزاء أحدا ! وإن هي إلا الحسرة على فوات الفرصة في دار العمل في الحياة الدنيا !
وقوله : وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنّمَ يقول تعالى ذكره : وجاء الله يومئذٍ بجهنم ، كما :
حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا مروان الفزاريّ ، عن العلاء بن خالد الأسديّ ، عن شقيق بن سلمة ، قال : قال عبد الله بن مسعود ، في قوله : وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنّمَ قال : جيء بها تُقاد بسبعين ألف زمام ، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك يقودونها .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين ، عن عاصم قال : بَهدلة ، عن أبي وائل : وَجِيءَ يَوْمَئذٍ بِجَهَنّمَ قال : يُجاء بها يوم القيامة تُقاد بسبعين ألف زمام ، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الحكم بن بشير ، قال : حدثنا عمرو بن قيس ، عن قتادة ، قال : جنَبتيه : الجنة والنار قال : هذا حين ينزل من عرشه إلى كرسيه ، لحساب خلقه ، وقرأ : وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنّمَ .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهنّمَ قال : جيء بها مزمومة .
وقوله : يَوْمَئِذٍ يَتَذَكّرُ الإنْسانُ يقول تعالى ذكره : يومئذٍ يتذكر الإنسان تفريطه في الدنيا في طاعة الله ، وفيما يقرّب إليه من صالح الأعمال وَأنّى لَهُ الذّكْرَى يقول : من أيّ وجه له التذكير . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَأنّى لَهُ الذّكْرَى ؟ يقول : وكيف له ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.