قوله : { وجيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } .
«يومئذ » : منصوب ب «جيء » ، والقائم مقام الفاعل : «بجهنم » وحوز مكيٍّ : أن يكون «يومئذ » : قائم مقام الفاعل .
وأمَّا «يومئذ » الثاني فقيل : بدل من «إذا دُكَّتِ » ، والعامل فيها : «يتذكر » ، قاله الزمخشري{[60171]} وهذا مذهب سيبويه .
وقيل : إن العامل في «إذا دكت » : يقول ، والعامل في «يومئذ » : يتذكر ، قاله أبو البقاء{[60172]} .
قال ابنُ مسعودٍ ومقاتلٌ : «تقادُ جهنَّمُ بِسبْعِينَ ألف زمام ، كُل زِمَامٍ بيدِ سبْعينَ ألْف ملكٍ يجرونها ، لهَا تَغَيُّظٌ وزفيرٌ ، حتَّى تنصبَّ عن يسارِ العرْشِ »{[60173]} .
رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً .
وقال أبُو سعيدٍ الخدريُّ : «لما نزلت : { وجيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه ، حتى اشتد على أصحابه ، ثم قال : أقْرأنِي جِبْريلُ : { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأرض دَكّاً دَكّاً } ، - الآية - { وجيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } ، قال علي - رضي الله عنه - : قلت : يا رسول الله ، كيف يجاءُ بها ؟ قال : «يُؤْتَى بِهَا تُقَادُ بِسبعِينَ ألْف زمامٍ ، يَقُودُ بكُلِّ زمَامٍ سَبعُونَ ألْف ملكٍ ، فتشْردُ شَرْدَةً لو تُرِكَتْ لأحْرقَتْ أهْلَ الجَمْعِ ، ثُمَّ تعْرضُ لِي جهنَّمُ ، فتقول : مَا لِي ولَكَ يا مُحَمَّدُ ، إنَّ الله قَدْ حَرَّمَ لحْمَكَ عليَّ ، فلا يَبْقَى أحَدٌ إلاَّ قال : نَفْسِي نَفْسِي ، إلاَّ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فإنَّه يقُولُ : ربِّ أمَّتِي ، ربِّ أمَّتِي »{[60174]} .
قال ابن الخطيب{[60175]} : قال الأصوليون : معلوم أنَّ جهنَّم لا تنقل من مكانها ، ومعنى مجيئها : برزت وظهرت حتى يراها الخلق ، ويعلم الكافر أنَّ مصيره إليها .
قوله : { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان } . تقدم الكلام في إعراب : «يومئذ » ، والمعنى : يتَّعظُ الكافرُ ، ويتوب من همته بالدُّنيا وقيل : يتذكر أن ذلك كان ضلالاً .
{ وأنى لَهُ الذكرى } أي : ومن أين له الاتِّعاظٌُ والتوبة ، وقد فرط فيها الدنيا .
وقيل : ومن أين له منفعة الذِّكرى ، فلا بُدُّ من تقدير حذفِ المضاف ، «وإلاَّ فبين يومئذٍ يَتذكَّر » وبين : «وأنَّى لهُ الذِّكْرى » تناف . قاله الزمخشري{[60176]} .
قوله : «وأنَّى » خبر مقدم ، و «الذكرى » : مبتدأ مؤخر ، و«له » متعلق بما تعلق به الظرف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.