تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

وقوله : { وجيء يومئذ بجهنم } يحيى : عن أبان بن أبي عياش ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : ( يجيء الرب يوم القيامة في ملائكة السماء السابعة وهم الكروبيون لا يعلم عددهم إلا الله ، فيؤتى بالجنة مفتحة أبوابها يراها كل بر وفاجر عليها ملائكة الرحمة ؛ حتى توضع عن يمين العرش فيوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ، قال : ويؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام ، يقود كل زمام سبعون ألف ملك مصفدة أبوابها عليها ملائكة سود معهم السلاسل الطوال والأنكال الثقال وسرابيل القطران ومقطعات النيران ، لأعينهم لمع كالبرق ولوجوههم لهب كالنار ، شاخصة أبصارهم لا ينظرون إلى ذي العرش تعظيما له ؛ فإذا أدنيت النار ، فكان بينها وبين الخلائق مسيرة خمسمائة عام زفرت زفرة ، لم يبق أحد إلا جثا على ركبتيه وأخذته الرعدة وصار قلبه معلقا في حنجرته ، فلا يخرج ولا يرجع إلى مكانه ، وذلك قوله : { إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين }[ غافر :18 ] .

فينادي إبراهيم : رب لا تهلكني بخطيئتي ، وينادي نوح ويونس ، وتوضع النار عن يسار العرش ، ثم يؤتى بالميزان فيوضع بين يدي الجبار -تبارك وتعالى- ثم يدعى الخلائق للحساب ){[1587]} .

قوله : { يومئذ يتذكر الإنسان } أي : يتوب ؛ وهو المشرك { وأنى له الذكرى } أي : وكيف له التوبة وهي لا تقبل يوم القيامة ؟ ! .


[1587]:إسناده ضعيف جدا فيه: أبان بن أبي عياش: متروك.