المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

79- فأنزلنا نقمتنا عليهم ، وإن أثارهم بطريق واضح بَين يعتبر بهم من يمر بديارهم ، إن كان من أهل الإيمان .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

قوله تعالى : { فانتقمنا منهم } ، بالعذاب ، وذلك أن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام فبعث الله سحابة فالتجؤوا إليها يلتمسون الروح ، فبعث الله عليهم منها نارا فأحرقتهم ، فذلك قوله تعالى : { فأخذهم عذاب يوم الظلة } [ الشعراء-189 ] . { وإنهما } يعني مدينتي قوم لوط وأصحاب الأيكة { لبإمام مبين } ، بطريق واضح مستبين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

{ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم . { وَإِنَّهُمَا } أي : ديار قوم لوط وأصحاب الأيكة { لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ } أي : لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت ، فيبين من آثارهم ما هو مشاهد بالأبصار فيعتبر بذلك أولوا الألباب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

49

والإشارة الواردة هنا . . ( وإنهما لبإمام مبين . . ) قد تعني مدين والأيكة ، فهما في طريق واضح غير مندثر ، وقد تعني قرى لوط السالفة الذكر وقرية شعيب ، جمعهما لأنهما في طريق واحد بين الحجاز والشام . ووقوع القرى الداثرة على الطريق المطروق أدعى إلى العبرة ، فهي شاهد حاضر يراه الرائح والغادي . والحياة تجري من حولها وهي داثرة كأن لم تكن يوما عامرة . والحياة لا تحفلها وهي ماضية في الطريق !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

{ فانتقمنا منهم } بالإهلاك . { وإنهما } يعني سدوم والأيكة . وقيل الأيكة ومدين فإنه كان مبعوثا إليهما فكان ذكر إحداهما منبها على الأخرى . { لبإمام مبين } لبطريق واضح ، والإمام اسم ما يؤتم به فسمي به الطريق ومطمر البناء واللوح لأنهما مما يؤتم به .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

والضمير في قوله { وإنهما } يحتمل أن يعود على المدينتين اللتين تقدم ذكرهما : مدينة قوم لوط ، ومدينة أصحاب الأيكة ، ويحتمل أن يعود للنبيين : على لوط وشعيب ، أي أنهما على طريق من الله وشرع مبين . و «الإمام » في كلام العرب الشيء الذي يهتدي به ويؤتم ، يقولونه لخيط البناء ، وقد يكون الطريق ، وقد يكون الكتاب المفيد ، وقد يكون القياس الذي يعمل عليه الصناع ، وقد يكون الرجل المقتدى به ، ونحو هذا ، ومن رأى عود الضمير في { إنهما } على المدينتين قال «الإمام » الطريق ، وقيل على ذلك «الإمام » الكتاب الذي سبق فيه إهلاكهما .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

الانتقام : العقوبة لأجل ذنب ، مشتّقة من النّقم ، وهو الإنكار على الفعل . يقال : نقم عليه كما في هذه الآية ، ونقم منه أيضاً . وتقدم في قوله : { وما تنقم منا } في سورة الأعراف ( 126 ) . وأجمل الانتقام في هذه الآية وبيّن في آيات أخرى مثل آية هود .

{ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ }

ضمير { إنهما } لقرية قوم لوط وأيكة قوم شعيب عليهما السلام . .

والإمام : الطريق الواضح لأنه يأتمّ به السائر ، أي يعرف أنه يوصل إذ لا يخفى عنه شيء منه . والمبين : البيّن ، أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكّة .

وقد تقدم آنفاً قوله : { وإنها لبسبيل مقيم } [ سورة الحجر : 76 ] فإدخال مدينة لوط عليه السلام في الضمير هنا تأكيد للأول .

ويظهر أن ضمير التثنية عائد على أصحاب الأيكة باعتبار أنهم قبيلتان ، وهما مدين وسكان الغيضة الأصليون الذين نزل مدين بجوارهم ، فإن إبراهيم عليه السلام أسكن ابنه مَدين في شرق بلاد الخليل ، ولا يكون إلا في أرض مأهولة . وهذا عندي هو مقتضى ذكر قوم شعيْب عليه السلام باسم مَدين مرّات وباسم أصحاب الأيكة مرّات . وسيأتي لذلك زيادة إيضاح في سورة الشّعراء .