الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

وقوله : { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } [ الحجر : 79 ] .

الضميرُ في «وإنهما » : يحتملُ أنْ يعود على مدينةِ قومِ لوطٍ ، ومدينة أصحابِ الأيْكَة ، ويحتملُ أنْ يعود على لُوطٍ وشُعَيْبٍ عليهما السلام ، أي : أنهما على طريقٍ من اللَّه وشَرْعٍ مبينٍ ، و«الإِمامُ » ، في كلام العرب الشيء الذي يهتدى به ، ويؤتَمُّ به ، فقد يكون الطريقَ ، وقد يكون الكتابَ ، وقد يكونُ الرَّجُلَ المقتدَى به ، ونَحْوَ هذا ، ومَنْ رأى عودَ الضميرِ على المدينتين ، قال : «الإِمام » : الطريقُ ، وقيل على ذلك الكتاب الذي سبق فيه إِهلاكهما ،