بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

قوله : { فانتقمنا مِنْهُمْ } بالعذاب { وَإِنَّهُمَا } أي : قريات لوط وشعيب { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } أي لبطريق واضح . وقال القتبي : أصل الإمام ما يؤتم به . قال الله تعالى : { إِنّى جاعلك لِلنَّاسِ إِمَامًا } أي : يؤتم ، ويقتدى بك ، ثم تستعمل لمعاني منها . الكتاب إماماً ، لأنه يؤتم بما أحصاه الكتاب . قال الله تعالى { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بإمامهم فَمَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فأولئك يَقْرَءُونَ كتابهم وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [ الإسراء : 71 ] أي : بكتابهم . وقال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الموتى وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَءَاثَارَهُمْ وَكُلَّ شىْءٍ أحصيناه فى إِمَامٍ مُّبِينٍ } [ يس : 12 ] أي : في اللوح المحفوظ . وهو الكتاب . وسمي الطريق إماماً . لأن المسافر يأتم به ، ويستدل به . قال الله تعالى : { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } أي : بطريق واضح . أي : قريات قوم لوط ، وقرية شعيب عليهما السلام .