الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

[ وأما{[38250]} ] أصحاب الأيكة فكانوا أصحاب شجر فسلط الله عليهم الحر سبعة أيام فلا يظلهم منه ظل ولا يستتر منه شيء . فبعث الله [ سبحانه{[38251]}[ سحابة{[38252]} ] فحلوا تحتها يلتمسون الروح{[38253]} منها . فجعلها الله عليهم عذابا . فبعث عليهم نارا فاضطرمت{[38254]} عليهم فأحرقتهم فذلك قوله : { عذاب يوم الظلة{[38255]} } وذلك قوله { فانتقمنا منهم } [ 79 ] .

وروى أن أصحاب الأيكة من جذام كانوا نزولا بجوار الأيك . والأيك الدوم{[38256]} ، والدوم{[38257]} شجر المقل{[38258]} . بعث الله إليهم شعيبا . وهو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم . وكانوا جيرانه ، وقيل : كانوا أخواله . قال ابن جبير{[38259]} : " الأيكة مدين بن غيضة{[38260]} .

ثم قال تعالى ذكره { وإنهما لبإمام مبين } [ 79 ] .

أي : أن أصحاب الأيكة وقوم لوط كتاب كتبه الله{[38261]} .

وقيل : المعنى : وإن الموضعين اللذين هلك فيهما قوم لوط وقوم شعيب ، لبطريق واضح يأتم به الناس في أسفارهم ويعاينونه{[38262]} .

وروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تدخلوا [ على{[38263]} ] هؤلاء القوم المعذبين يعني أصحاب الحجر ، إلا أن تكونوا باكين أن [ يصيبكم{[38264]} ] ما أصابهم{[38265]} .

[ وقيل : المعنى وإن لوطا وشعيبا لبطريق من الحق يؤتم به أي : على طريق واضح من الحق ]{[38266]} .


[38250]:ساقط من "ق".
[38251]:ساقط من "ق".
[38252]:ساقط من "ط".
[38253]:"ق": الروم.
[38254]:"ق": (فاضطربت).
[38255]:الشعراء: 189.
[38256]:"ط": الروم.
[38257]:"ط": الروم.
[38258]:انظر: القاموس: (مقل)، واللسان (مقل).
[38259]:وهو سعيد بن جبير الأسدي بالولاء الكوفي أبو عبد الله: تابعي. كان أعملهم على الإطلاق، وهو حبشي الأصل ولد سنة 45 هـ وتوفي سنة 95 هـ قتله الحجاج. قال أحمد بن حنبل "قتل الحجاج سعيدا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه". انظر: ترجمته في طبقات ابن سعد 6/187، وحلية الأولياء 4/272، ووفيات الأعيان 2/371، وتذكرة الحفاظ 1/76 والأعلام 3/93.
[38260]:انظر: قوله في جامع البيان 14/48، والتفسير الكبير 19/208 والجامع 10/31.
[38261]:انظر: هذا التفسير في إعراب النحاس 2/388 والمحرر 10/147.
[38262]:وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك، انظر: معاني الفراء 2/91 ومشكل القرآن 459 وغريب القرآن 239 وجامع البيان 14/49 وإعراب النحاس 2/388، والكشاف 2/396، والتفسير الكبير 19/209، وتفسير ابن كثير 2/861.
[38263]:ساقط من "ق".
[38264]:"ق": يصيبهم.
[38265]:أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، رقم 4420، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الزهد والرقائق رقم 39 مع اختلاف في اللفظ.
[38266]:ما بين حاصرتين سقط من: ق. وانظر: هذا القول في المحرر 10/147.