تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

{ فانتقمنا منهم } بالعذاب ، { وإنهما } ، يعنى قوم لوط ، وقوم شعيب ، { لبإمام } ، يعنى طريق ، { مبين } آية ، يعنى مستقيم ، وكان عذاب قوم شعيب ، عليه السلام ، أن الله عز وجل حبس عنهم الرياح فأصابهم حر شديد لم ينفعهم من الحر شيء وهم في منازلهم ، فلما أصابهم ذلك الحر ، خرجوا من منازلهم إلى الغيضة ليستظلوا بها من الحر ، فأصابهم من الحر أشد مما أصابهم في منازلهم ، ثم بعث الله عز وجل لهم سحابة فيها عذاب ،فنادى بعضهم بعضا ليخرجوا من الغيضة ، فيستظلون تحت السحابة لشدة حر الشمس يلتمسون بها الروح ، فلما لجئوا إليها أهلكهم الله عز وجل فيها حرا وغما تحت السحابة .

قال : حدثنا عبيد الله ، سمعت أبي ، قال : سمعت أبا صالح يقول : غلت أدمغتهم في رءوسهم ، كما يغلى الماء في المرجل على النار ، من شدة الحر تحت السحابة ، فذلك قوله سبحانه : { فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم } [ الشعراء :189 ] .