فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

{ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( 79 ) }

{ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي أهلكناهم بالعذاب وذلك أن الله سلط عليهم شدة الحر سبعة أيام حتى أخذ بأنفاسهم وقربوا من الهلاك فبعث الله سبحانه لهم سحابة كالظلة فالتجؤوا إليها واجتمعوا تحتها للتظلل يلتمسون الروح ، فبعث نارا فأحرقتهم جميعا .

{ وَإِنَّهُمَا } الضمير يرجع إلى مدينة قوم لوط ومكان أصحاب الأيكة أي وإن المكانين { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } أي لبطريق واضح ظاهر ، قاله ابن عباس ، وقيل يعود على الخبرين خبر إهلاك قوم لوط وخبر إهلاك قوم شعيب ، وقيل يعود على أصحاب الأيكة وأصحاب مدين لأنه مرسل إليهما فذكر أحدهما مشعر بالآخر وأرجح الأقوال هو الأول .

والإمام اسم لما يؤتم به ومن جملة ذلك الطريق التي تسلك ، قال الفراء والزجاج ، سمي الطريق إماما لأنه يؤتم به ويتبع ، وقال ابن قتيبة : لن المسافر يأتم به حتى يصل إلى الموضع الذي يريده ، وقيل الضمير للأيكة ، ومدين لأن شعيبا كان ينسب إليهما .