وقوله تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } يعني : الكتاب المفرق بين الحق والباطل ، وهو التوراة . وقال ابن زيد : الفرقان النصر على الأعداء ، كما قال الله تعالى : { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان } يعني : يوم بدر لأنه قال { وضياءً } أدخل الواو فيه أي آتينا موسى النصر والضياء وهو التوراة . ومن قال : المراد بالفرقان التوراة ، قال : الواو في قوله : وضياء زائدة مقحمة معناه : آتيناه التوراة ضياء ، وقيل : هو صفة أخرى للتوراة ، { وذكراً } تذكيراً . { للمتقين* }
القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىَ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لّلْمُتّقِينَ } .
يقول تعالى ذكره : ولقد آتينا موسى بن عمران وأخاه هارون الفرقان ، يعني به الكتاب الذي يفرق بين الحقّ والباطل . وذلك هو التوراة في قول بعضهم ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : الفُرْقان قال : الكتاب .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى وَهارُونَ الفُرْقانَ الفرقان : التوراة حلالها وحرامها ، وما فرق الله به بين الحق والباطل .
حدثني به يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى وَهارُونَ الفُرْقانَ قال : الفرقان : الحق آتاه الله موسى وهارون ، فرق بينهما وبين فرعون ، فقضى بينهم بالحقّ . وقرأ : وَما أنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الفُرْقانِ قال : يوم بدر .
قال أبو جعفر : وهذا القول الذي قاله ابن زيد في ذلك أشبه بظاهر التنزيل ، وذلك لدخول الواو في الضياء ، ولو كان الفرقان هو التوراة كما قال من قال ذلك ، لكان التنزيل : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء لأن الضياء الذي آتى الله موسى وهارون هو التوراة التي أضاءت لهما ولمن اتبعهما أمر دينهم فبصرّهم الحلال والحرام ، ولم يقصد بذلك في هذا الموضع ضياء الإبصار . وفي دخول الواو في ذلك دليل على أن الفرقان غير التوراة التي هي ضياء .
فإن قال قائل : وما ينكر أن يكون الضياء من نعت الفرقان ، وإن كانت فيه واو فيكون معناه : وضياء آتيناه ذلك ، كما قال بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ وَحِفْظا ؟ قيل له : إن ذلك وإن كان الكلام يحتمله ، فإن الأغلب من معانيه ما قلنا . والواجب أن يوجه معاني كلام الله إلى الأغلب الأشهر من وجوهها المعروفة عند العرب ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له من حجة خبر أو عقل .
وقوله : وَذِكْرا للْمُتّقِينَ يقول : وتذكيرا لمن اتقى الله بطاعته وأداء فرائضه واجتناب معاصيه ، ذكّرهم بما آتى موسى وهارون من التوراة .
ثم عقب بالتمثيل بأمر موسى عليه السلام ، و { الفرقان } فيما قالت فرقة التوراة وهي الضياء والذكر ، وقرأ ابن كثير وحده «ضيئاء » بهمزتين قبل الألف وبعدها ، وقرأ الباقون «ضياء » بهمزة واحدة بعد الألف ، وقرأ ابن عباس «ضياء » بغير واو وهي قراءة عكرمة والضحاك وهذه القراءة تؤيد قول من قال المراد بذلك كله التوراة ، وقالت فرقة { الفرقان } هو ما رزقه الله من نصر وظهور حجة وغير ذلك مما فرق بين أمره وأمر فرعون ، و «الضياء » التوراة و «الذكر » بمعنى التذكرة .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى بن عمران وأخاه هارون الفرقان، يعني به الكتاب الذي يفرق بين الحقّ والباطل، وذلك هو التوراة في قول بعضهم.. قال ابن زيد في قوله:"وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى وَهارُونَ الفُرْقانَ" قال: الفرقان: الحق آتاه الله موسى وهارون، فرق بينهما وبين فرعون، فقضى بينهم بالحقّ. وقرأ: "وَما أنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الفُرْقانِ "قال: يوم بدر...
وهذا القول الذي قاله ابن زيد في ذلك أشبه بظاهر التنزيل، وذلك لدخول الواو في الضياء، ولو كان الفرقان هو التوراة كما قال من قال ذلك، لكان التنزيل: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء، لأن الضياء الذي آتى الله موسى وهارون هو التوراة التي أضاءت لهما ولمن اتبعهما أمر دينهم فبصرّهم الحلال والحرام، ولم يقصد بذلك في هذا الموضع ضياء الإبصار. وفي دخول الواو في ذلك دليل على أن الفرقان غير التوراة التي هي ضياء.
فإن قال قائل: وما ينكر أن يكون الضياء من نعت الفرقان، وإن كانت فيه واو فيكون معناه: وضياء آتيناه ذلك... قيل له: إن ذلك وإن كان الكلام يحتمله، فإن الأغلب من معانيه ما قلنا، والواجب أن يوجه معاني كلام الله إلى الأغلب الأشهر من وجوهها المعروفة عند العرب ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له من حجة خبر أو عقل.
وقوله: "وَذِكْرا للْمُتّقِينَ" يقول: وتذكيرا لمن اتقى الله بطاعته وأداء فرائضه واجتناب معاصيه، ذكّرهم بما آتى موسى وهارون من التوراة.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين} [أما الفرقان] فهو ما يفرق بين الحق والباطل، وبين الشبيه والواضح، وبين ما يؤتي ويتقى، وبين ما عليهم ولهم. والنور ما تتجلى به حقائق الأشياء، والضياء هو ما يظهر به حسن ما تجلى واستنار...
وقوله تعالى: {وذكرا} قيل: هو الموعظة. والموعظة قيل: هي التي تلين القلوب، وتوسع الصدور، وتفسح، ويخشع بها الفؤاد...
ثم بين أنها على الوصف الذي ذكر لمن؟. فقال: {للمتقين} وإن كانت هي في أنفسها على الوصف الذي ذكر فإنها إنما تتجلى بها الشبه من الحقائق والحق من الباطل لمن قبلها، وأقبل نحوها، ونظر إليها بعين التعظيم والإجلال. فأما من أعرض عنها فليست لهم على ما ذكر. لكن على ما أخبر بقوله: {فزادتهم رجسا إلى رجسهم} [التوبة: 126].
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{ا لْفُرْقَانَ}... عن محمد بن كعب: المخرج من الشبهات.
اعلم أنه سبحانه لما تكلم في دلائل التوحيد والنبوة والمعاد شرع في قصص الأنبياء عليهم السلام، تسلية للرسول عليه السلام فيما يناله من قومه وتقوية لقلبه على أداء الرسالة والصبر على كل عارض دونها وذكر ههنا منها قصصا. القصة الأولى: قصة موسى عليه السلام ووجه الاتصال أنه تعالى لما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول: {إنما أنذركم بالوحي} أتبعه بأن هذه عادة الله تعالى في الأنبياء قبله فقال: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين}... قال محمد بن كعب واعلم أنه تعالى إنما خصص الذكرى بالمتقين لما في قوله: {هدى للمتقين}... واختلفوا في المراد بالفرقان على أقوال: أحدها: أنه هو التوراة، فكان فرقانا إذ كان يفرق به بين الحق والباطل، وكان ضياء إذ كان لغاية وضوحه يتوصل به إلى طرق الهدى وسبل النجاة في معرفة الله تعالى ومعرفة الشرائع، وكان ذكرى أي موعظة أو ذكر ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم أو الشرف...
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
وجامع القول في ذلك: أن الكتب السماوية تشتمل على التفرقة بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، والحلال والحرام، وعلى ما يحصل نورًا في القلوب، وهداية وخوفًا وإنابة وخشية؛ ولهذا قال: {الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} أي: [تذكيرًا] لهم وعظة.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :
وتخصيصُ المتقين بالذكر لأنهم المستضيئون بأنواره المغتنمون لمغانم آثارِه أو ذكر ما يحتاجون إليه من الشرائع والأحكامِ.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
هذا الشوط الثالث يستعرض أمة الرسل. لا على وجه الحصر. يشير إلى بعضهم مجرد إشارة؛ ويفصل ذكر بعضهم تفصيلا مطولا ومختصرا. وتتجلى في هذه الإشارات والحلقات رحمة الله وعنايته برسله، وعواقب المكذبين بالرسل بعد أن جاءتهم البينات. كما تتجلى بعض الاختبارات للرسل بالخير وبالضر، وكيف اجتازوا الابتلاء. كذلك تتجلى سنة الله في إرسال الرسل من البشر. ووحدة العقيدة والطريق، لجماعة الرسل على مدار الزمان؛ حتى لكأنهم أمة واحدة على تباعد الزمان والمكان. وتلك إحدى دلائل وحدانية الألوهية المبدعة، ووحدانية الإرادة المدبرة، ووحدانية الناموس الذي يربط سنن الله في الكون، ويؤلف بينها، ويوجهها جميعا وجهة واحدة، إلى معبود واحد: (وأنا ربكم فاعبدون)
ولقد سبق في سياق السورة أن المشركين كانوا يستهزئون بالرسول [ص] لأنه بشر. وأنهم كانوا يكذبون بالوحي، ويقولون: إنه سحر أو شعر أو افتراء. فها هو ذا يكشف لهم أن إرسال الرسل من البشر هي السنة المطردة، وهذه نماذج لها من قبل. وأن نزول الكتب على الرسل ليس بدعة مستغربة، فهاهما ذان موسى وهارون آتاهما الله كتابا. ويسمى هذا الكتاب "الفرقان "وهي صفة القرآن. فهناك وحدة حتى في الاسم. ذلك أن الكتب المنزلة كلها فرقان بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين منهج في الحياة ومنهج، واتجاه في الحياة واتجاه. فهي في عمومها فرقان. وفي هذه الصفة تلتقي التوراة والقرآن. وجعل التوراة كذلك، (ضياء) يكشف ظلمات القلب والعقيدة، وظلمات الضلال والباطل. وهي ظلمات يتوه فيها العقل ويضل فيها الضمير. وإن القلب البشري ليظل مظلما حتى تشرق فيه شعلة الإيمان، فتنير جوانبه، ويتكشف له منهجه، ويستقيم له اتجاهه، ولا تختلط عليه القيم والمعاني والتقديرات. وجعل التوراة كالقرآن (ذكرا للمتقين) تذكرهم بالله، وتبقى لهم ذكرا في الناس. وماذا كان بنو إسرائيل قبل التوراة؟ كانوا أذلاء تحت سياط فرعون، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويستذلهم بالسخرة والإيذاء...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وابتدئ بذكر موسى وأخيه مع قومهما لأن أخبار ذلك مسطورة في كتاب موجود عند أهله يعرفهم العرب؛ ولأن أثر إتيان موسى عليه السلام بالشريعة هو أوسع أثر لإقامة نظام أمة يلي عظمة شريعة الإسلام. وافتتاح القصة بلام القسم المفيدة للتأكيد لتنزيل المشركين في جهل بعضهم بذلك، وذهول بعضهم عنه، وتناسي بعضهم إياه منزلة من ينكر تلك القصة. ومحل التنظير في هذه القصة هو تأييد الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب مبين، وتلقي القوم ذلك الكتاب بالإعراض والتكذيب...
والذكر أصله: خطور شيء بالبال بعد غفلة عنه. ويطلق على الكتاب الذي فيه ذكر الله، فقوله تعالى {للمتقين} يجوز أن يكون الكلام فيه للتقوية فيكون المجرور باللام في معنى المفعول، أي الذين اتصفوا بتقوى الله، أي امتثال أوامره واجتناب ما نهى عنه، لأنه يذكرهم بما يجهلون وبما يذهلون عنه مما علموه، ويجدد في نفوسهم مراقبة ربّهم. ويجوز أن يكون اللام للعلة، أي ذكر لأجل المتقين، أي كتاب ينتفع بما فيه المتقون دون غيرهم من الضالين.
فبدأ بموسى – عليه السلام – لأنه من أكثر الرسل الذين تعبوا في دعوتهم، فقد تعب موسى مع المؤمنين به فضلا عن الكافرين به...
والفرقان: هو الفارق القوي بين شيئين؛ لأن الزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى، كما تقول: غفر الله لفلان غفرانا، وتقول: قرأت قراءة، وقرأت قرآنا، فليست القراءة واحدة، ولا كل كتاب يقرأ.
والفرقان من أسماء القرآن: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (1)} (الفرقان).
فالفرقان –إذن – مصدر يدل على المبالغة، تقول: فرق تفريقا وفرقانا، فزيادة الألف والنون تدل على زيادة في المعنى، وأن الفرق في هذه المسألة فرق جليل وفرق واضح؛ لأن كونك تفرق بين شيئين الأمر بينهما هين تسمى هذا فرقا، أما أن تفرق بين شيئين يترتب على ذلك خطورة في تكوين المجتمع وخطورة في حركة الحياة، فهذا فرقان؛ لذلك سمى القرآن فرقانا؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ذكرت هذه الآيات وما بعدها جوانب من حياة الأنبياء المشفوعة بأمور تربوية بالغة الأثر، وتوضّح البحوث السابقة حول نبوّة الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومواجهته المخالفين بصورة أجلى مع ملاحظة الاُصول المشتركة الحاكمة عليها.
تقول الآية الأُولى: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتّقين).
«الفرقان» يعني في الأصل الشيء الذي يميّز الحقّ عن الباطل، وهو وسيلة لمعرفة الاثنين. وقد ذكروا هنا تفاسير متعدّدة في المراد من الفرقان في هذه الآية.
فقال بعضهم: إنّ المراد التوراة.
والبعض اعتبره انشقاق البحر لبني إسرائيل، والذي كان علامة واضحة على عظمة الحقّ وأحقّية موسى. في حين أنّ البعض اعتبره إشارة إلى سائر المعجزات والدلائل التي كانت بيد موسى وهارون (عليهما السلام).
غير أنّ هذه التفاسير لا منافاة بينها مطلقاً، لأنّ من الممكن أن يكون الفرقان إشارة إلى التوراة، وإلى سائر معجزات ودلائل موسى (عليه السلام).
وقد أطلق الفرقان في سائر الآيات على نفس القرآن أيضاً، مثل: (تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) 62
وأحياناً يعبّر عن الانتصار الإعجازي الذي ناله النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قال في شأن معركة بدر: (يوم الفرقان)
أمّا كلمة «الضياء» فتعني النور الذي ينبع من ذات الشيء، ومن المسلّم أنّ القرآن والتوراة ومعجزات الأنبياء كانت كذلك.
«الذكر» هو كلّ موضوع يبعد الإنسان عن الغفلة، وهذا أيضاً من آثار الكتب السماوية والمعجزات الإلهيّة الواضحة.
إنّ ذكر هذه التعابير الثلاثة متعاقبة ربّما كان إشارة إلى أنّ الإنسان من أجل أن يصل إلى هدفه يحتاج أوّلا إلى الفرقان، أي أن يشخّص الطريق الأصلي عند مفترق الطرق، فإذا شخّص طريقه يحتاج إلى ضياء ونور ليتحرّك في ذلك الطريق ويستمرّ فيه، وقد تعترضه موانع أهمّها الغفلة، فيحتاج إلى ما يذكره ويحذّره دائماً.
وممّا ينبغي الالتفات إليه ورود لفظ «الفرقان» معرفةً، وورود كلمتي ضياءً وذكراً نكرتين في الآية محلّ البحث، وعُدّ أثرهما خاصّاً بالمتّقين، ولعلّ هذا التفاوت إشارة إلى أنّ المعجزات والخطابات السماوية تضيء الطريق للجميع، إلاّ أنّ من ينتفع من الضياء والذكر ليس جميع الناس، بل الذين يحسّون بالمسؤولية، وعلى جانب من التقوى.