تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ وَذِكۡرٗا لِّلۡمُتَّقِينَ} (48)

{ 48 - 50 ْ } { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ * وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ْ }

كثيرا ما يجمع تعالى ، بين هذين الكتابين الجليلين ، اللذين لم يطرق العالم أفضل منهما ، ولا أعظم ذكرا ، ولا أبرك ، ولا أعظم هدى وبيانا ، [ وهما التوراة والقرآن ]{[531]}  فأخبر أنه آتى موسى أصلا ، وهارون تبعا { الْفُرْقَانَ ْ } وهي التوراة الفارقة بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، وأنها { ضِيَاءً ْ } أي : نور يهتدي به المهتدون ، ويأتم به السالكون ، وتعرف به الأحكام ، ويميز به بين الحلال والحرام ، وينير في ظلمة الجهل والبدع والغواية ، { وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ْ } يتذكرون به ، ما ينفعهم ، وما يضرهم ، ويتذكر به الخير والشر ، وخص { المتقين ْ } بالذكر ، لأنهم المنتفعون بذلك ، علما وعملا .


[531]:- زيادة من هامش ب.