الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ وَذِكۡرٗا لِّلۡمُتَّقِينَ} (48)

ثم قال تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين }[ 48 ] .

أي : أعطيناهما{[46013]} الكتاب الذي يفرق{[46014]} بين الحق والباطل . وهو التوراة ، قاله قتادة{[46015]} .

قال ابن زيد{[46016]} : الفرقان : الحق أتاه الله موسى وهارون ، ففرق به{[46017]} بينهما وبين فرعون . قضى بينهم بالحق ، وهو مثل : { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان }{[46018]} يعني : يوم بدر . وهذا القول اختيار الطبري{[46019]} لقوله : وضياء . فالضياء هو التوراة ، أضاءت لهما ولمن اتبعهما أمر دينهم . وفي دخول الواو في ( وضياء ) دليل على أن الضياء غير الفرقان{[46020]} .

وقوله : { وذكر للمتقين } أي : وذكرا لمن اتقى الله بطاعته ، وخاف ربه بالغيب أن يعاقبه في الآخرة .


[46013]:ز: أعطيناهم.
[46014]:ز: الذين يفرقون. (تحريف).
[46015]:انظر: جامع البيان 17/34 وزاد المسير 5/355.
[46016]:انظر: جامع البيان 17/34 وزاد المسير 5/355 وفتح القدير 3/412.
[46017]:به سقطت من ز.
[46018]:الأنفال آية 41.
[46019]:انظر: جامع البيان 17/34.
[46020]:ع: القرآن. والتصحيح من ز. وجامع البيان 17/35.