الآية 48 : وقوله تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين } فهو ما يفرق بين الحق والباطل وبين الشبيه والواضح وبين ما يؤتي ، ويتقى ، وبين ما عليهم ولهم . والنور ما تتجلى به حقائق الأشياء ، والضياء هو ما يظهر به حسن ما تجلى ، واستنار . والروح{[12664]} هو ما به حياة كل شيء . والقرآن سماه روحا لأنه به حياة الدين . وسمى الماء حياة لأنه به حياة الأبدان . والمبارك هو ما ينال به [ ويوصل إلى ] {[12665]} كل خير . والذكر هو ما يذكر ما لهم وعليهم .
[ وقوله تعالى ] {[12666]} : { وذكرا } قيل : هو الموعظة . والموعظة قيل : هي التي تلين القلوب ، وتوسع الصدور ، وتفسح ، ويخشع بها الفؤاد .
وعلى هذا الوصف جميع كتب الله الذي وصف هذا القرآن بها ، ثم بين أنها على الوصف الذي ذكر لمن ؟ . فقال : { للمتقين } وإن كانت هي في أنفسها على الوصف الذي ذكر فإنها إنما تتجلى بها الشبه ممن الحقائق والحق من الباطل لمن قبلها ، وأقبل نحوها ، ونظر إليها بعين التعظيم والإجلال .
فأما من أعرض عنها فليست لهم على ما ذكر . لكن على ما أخبر بقوله : { فزادتهم رجسا إلى رجسهم } [ التوبة : 126 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.