تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ وَذِكۡرٗا لِّلۡمُتَّقِينَ} (48)

الآية 48 : وقوله تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين } فهو ما يفرق بين الحق والباطل وبين الشبيه والواضح وبين ما يؤتي ، ويتقى ، وبين ما عليهم ولهم . والنور ما تتجلى به حقائق الأشياء ، والضياء هو ما يظهر به حسن ما تجلى ، واستنار . والروح{[12664]} هو ما به حياة كل شيء . والقرآن سماه روحا لأنه به حياة الدين . وسمى الماء حياة لأنه به حياة الأبدان . والمبارك هو ما ينال به [ ويوصل إلى ] {[12665]} كل خير . والذكر هو ما يذكر ما لهم وعليهم .

[ وقوله تعالى ] {[12666]} : { وذكرا } قيل : هو الموعظة . والموعظة قيل : هي التي تلين القلوب ، وتوسع الصدور ، وتفسح ، ويخشع بها الفؤاد .

وعلى هذا الوصف جميع كتب الله الذي وصف هذا القرآن بها ، ثم بين أنها على الوصف الذي ذكر لمن ؟ . فقال : { للمتقين } وإن كانت هي في أنفسها على الوصف الذي ذكر فإنها إنما تتجلى بها الشبه ممن الحقائق والحق من الباطل لمن قبلها ، وأقبل نحوها ، ونظر إليها بعين التعظيم والإجلال .

فأما من أعرض عنها فليست لهم على ما ذكر . لكن على ما أخبر بقوله : { فزادتهم رجسا إلى رجسهم } [ التوبة : 126 ] .


[12664]:في الأصل و م: روح.
[12665]:في الأصل و م: ويضل إليه من.
[12666]:ساقطة من الأصل و م.