الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ وَذِكۡرٗا لِّلۡمُتَّقِينَ} (48)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ } يعني الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل وهو التوراة .

وقال ابن زيد : النصر على الأعداء ، دليله قوله{ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ } [ الأنفال : 41 ] يعني يوم بدر ، وهذا القول أشبه بظاهر الآية لدخول الواو في الضياء والذكر للمتّقين ، وعلى هذا التأويل تكون الواو مقحمة زائدة كقوله سبحانه وتعالى{ بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً } [ الصافات : 6-7 ] .

ويروى أنّ عكرمة كان يقول في هذه الآية : معناها : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء ، ويقول : انقلوا هذه الواو إلى قوله سبحانه وتعالى{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ } [ غافر : 7 ] .