المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

12- لئن أُخرج اليهود لا يخرج المنافقون معهم ، ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ، ولئن نصروهم ليفرون مدبرين ثم لا ينصرون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

ولا يستكثر هذا عليهم ، فإن الكذب وصفهم ، والغرور والخداع ، مقارنهم ، والنفاق والجبن يصحبهم ، ولهذا كذبهم [ الله ] بقوله ، الذي وجد مخبره كما أخبر الله به ، ووقع طبق ما قال ، فقال : { لَئِنْ أُخْرِجُوا } من ديارهم جلاء ونفيا { لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ } لمحبتهم للأوطان ، وعدم صبرهم على القتال ، وعدم وفائهم بوعدهم{[1042]} .

{ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ } بل يستولي عليهم الجبن ، ويملكهم الفشل ، ويخذلون إخوانهم ، أحوج ما كانوا إليهم .

{ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ } على الفرض والتقدير{[1043]} { لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ } أي : ليحصل منهم الإدبار عن القتال والنصرة ، ولا يحصل لهم نصر من الله .


[1042]:- في ب: بالوعد.
[1043]:- كذا في ب، وفي أ: على ضرب المثل.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

القول في تأويل قوله تعالى : { لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نّصَرُوهُمْ لَيُوَلّنّ الأدْبَارَ ثُمّ لاَ يُنصَرُونَ } .

يقول تعالى ذكره : لئن أُخرج بنو النضير من ديارهم ، فأَجْلوا عنها لا يخرج معهم المنافقون الذين وعدوهم الخروج من ديارهم ، ولئن قاتلهم محمد صلى الله عليه وسلم لا ينصرهم المنافقون الذين وعدوهم النصر ، ولئن نصر المنافقون بني النضير ليولّنّ الأدبار منهزمين عن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه هاربين منهم ، قد خذلوهم { ثُمّ لا يُنْصَرُونَ }يقول : ثم لا ينصر الله بني النضير على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه بل يخذلهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

{ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ } .

بيان لجملة { والله يشهد إنهم لكاذبون } [ الحشر : 11 ] .

واللام موطئة للقسم وهذا تأكيد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أنهم لن يضرّوه شيئاً لكيلا يعبأ بما بلغه من مقالتهم .

وضمير { أخرجوا } و { قوتلوا } عائدان إلى { الذين كفروا من أهل الكتاب } [ الحشر : 11 ] ، أي الذين لم يخرجوا ولما يقاتلوا وهم قريظة وخيبر ، أما بنو النضير فقد أُخْرِجُوا قبل نزول هذه السورة فهم غير معنيين بهذا الخبر المستقبل . والمعنى : لئن أخرج بقية اليهود في المستقبل لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا في المستقبل لا ينصرونهم . وقد سلك في هذا البيان طريق الإِطناب . فإن قوله : { والله يشهد إنهم لكاذبون } [ الحشر : 11 ] جمع ما في هاتين الجملتين فجاء بيانه بطريقة الإِطناب لزيادة تقرير كذبهم .

{ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الادبار ثُمَّ لاَ ينصرون } .

ارتقاء في تكذيبهم على ما وعدوا به إخوانهم ، والواو واو الحال وليست واو العطف .

وفعل نصروهم إرادة وقوع الفعل بقرينة قوله : { ليولن الأدبار ثم لا ينصرون } فيكون إطلاق الفعل على إرادته مثل قوله تعالى : { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية } [ المائدة : 6 ] وقوله : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [ النحل : 98 ] .

وقوله تعالى : { للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر } [ البقرة : 226 ] ، أي يريدون العود إلى ما امتنعوا منه بالإِيلاء . والمعنى : أنه لو فرض أنهم أرادوا نصرهم فإن أمثالهم لا يترقب منهم الثبات في الوغَى فلو أرادوا نصرهم وتجهّزوا معهم لفرّوا عند الكريهة وهذا كقوله تعالى : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم } [ التوبة : 47 ] .

ويجوز أن يكون أطلق النصر على الإِعانة بالرجال والعتاد وهو من معاني النصر .

و { ثمّ } في قوله : { ثم لا ينصرون } للتراخي الرتبي كما هو شأنها في عطف الجمل فإن انتفاء النصر أعظم رتبة في تأييس أهل الكتاب من الانتفاع بإعانة المنافقين فهو أقوى من انهزام المنافقين إذا جاؤوا لإِعانة أهل الكتاب في القتال .

والنصر هنا بمعنى : الغلب .

وضمير { لا ينصرون } عائد إلى الذين كفروا من أهل الكتاب إذ الكلام جارٍ على وعد المنافقين بنصر أهل الكتاب .

والمقصود تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وتأمينهم من بأس أعدائهم .