السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

ثم أخبر تعالى عن حال المنافقين بقوله تعالى : { لئن أخرجوا } أي : بنو النضير من أي مخرج كان { لا يخرجون } أي : المنافقون { معهم } أي : حمية لهم لأسباب يعلمها الله تعالى : { ولئن قوتلوا } أي : اليهود من أيّ مقاتل كان ، فيكف بأشجع الخلق وأعلمهم صلى الله عليه وسلم { لا ينصرونهم } أي : المنافقون .

ولقد صدق الله تعالى وكذبوا في الأمرين معاً القتال والإخراج لا نصروهم ولا خرجوا معهم فكان ذلك من أعلام النبوة ، وعلم به من كان شاكاً فضلاً عن الموفقين { ولئن نصروهم } أي : المنافقون في وقت من الأوقات { ليولنّ } أي : المنافقون ومن ينصرونه . وحقرهم بقوله تعالى : { الأدبار } أي : ولقد قدر وجود نصرهم لولوا الأدبار منهزمين { ثم لا ينصرون } أي : يتجدّد لفريقيهم ، ولا لواحد منهما نصرة في وقت من الأوقات . ولم يزل المنافقون واليهود في الذل .