إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

وقولُهُ تعالى : { لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ } الخ تكذيبٌ لهم في كلِّ واحدٍ من أقوالِهِم على التفصيلِ بعدَ تكذيبِهِم في الكُلِّ على الإجمالِ { وَلَئِن قُوتِلُوا لاَ يَنصُرُونَهُمْ } وكانَ الأمرُ كذلك فإنَّ ابْنَ أُبي وأصحابَهُ أرسلُوا إلى بَنِي النضيرِ ذلكَ سراً ثم أخلفُوهُم وفيه حجةٌ بينةٌ لصحةِ النبوة وإعجازِ القرآنِ .

{ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } على الفرضِ والتقديرِ { لَيُوَلُّنَّ الأدبار } فراراً { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } أي المنافقونَ بعد ذلكَ ، أي يهلكهم الله ولا ينفَعُهُم نفاقُهُم لظهورِ كفرِهِم أو ليَهْزُمَنَّ اليهودُ ثم لا ينفعُهُم نصرةُ المنافقينَ .