تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (12)

11

التفسير :

وبعد أن كذّبهم على سبيل الإجمال كذبهم تفصيلا ليزيد تعجيب المخاطبين من حالهم ، وليبين له مبلغ خبث طويتهم ، وشدة جبنهم وفزعهم من القتال ، وأن هذه الوعود أقوال كاذبة لاكتها ألسنتهم ، وقلوبهم منها براء ، فقال :

12- { لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ } .

أي : لئن أُخرج بنو النضير من ديارهم فأُجلوا عنها : لا يخرج معهم المنافقون الذين وعدوهم بالخروج من ديارهم ، ولئن قاتلهم محمد صلى الله عليه وسلم لا ينصرونهم ، ولئن نصروهم ليولن الأدبار منهزمين عن محمد وأصحابه ، وهاربين منهم خاذلين لهم ، ثم لا ينصر الله بني النضير .

وهذا إخبار بالغيب ، ودليل من دلائل النبوة ، ووجه من وجوه الإعجاز ، فإنه قد كان الأمر كما أخبر الله قبل وقوعه .

والخلاصة : أن بني النضير أُخرجوا فلم يخرج معهم المنافقون ، وقوتلوا فما نصروهم ، ولو كانوا قد نصروهم لتركوا النصرة وانهزموا وتركوا أولئك اليهود في أيدي الأعداء .