ثم قال : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا تطيع فيكم أحدا } .
يعني : منافقي{[67979]} المدينة يقولون لبني النضير{[67980]} حين نزل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم{[67981]} وحاصرهم أثبتوا وتمنعوا ، فإنا لن نسلمكم ، فإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا{[67982]} معكم ، فتربصوا وانتظروا نصرهم{[67983]} ، فلم يفوا لهم ، وقذف الله{[67984]} في قلوبهم الرعب ( فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم{[67985]} ) أن يجليهم ويكف عن دعائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم ، فصالحهم على ذلك{[67986]} .
قال{[67987]} ابن عباس : الذين نافقوا هنا هم عبد الله بن أبي وأصحابه وعدوا بني النضير{[67988]} بالنصر والخروج معهم ، وأنهم لا يطيعون فيهم أحدا أبدا ، فأعلمنا الله عز وجل{[67989]} أنهم كاذبون ، وأنهم لا يقاتلون معهم ، ولا يخرجون معهم ، وأنهم/ حتى لو نصروهم لولوا الأدبار منهزمين{[67990]} .
{ ثم لا ينصرون } أي : ثم لا ينصر الله عز وجل{[67991]} بني النضير على نبيه صلى الله عليه وسلم{[67992]} وأصحابه ، بل يخذلهم{[67993]} .
وقال أبو صالح : { لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } ، هم بنو قريظة .
وقيل معنى{[67994]} : { ولئن نصروهم ليولن الأدبار } أي : ولئن نصر اليهود المنافقون ، ومعنى لا ينصرونهم : طائعين ، ولئن نصروهم : مكرهين ، ليولن{[67995]} الأدبار منهزمين .
وقيل معنى : لا ينصرونهم : أي : لا يدومون على نصرهم كما يقال : فلان لا يصوم ولا يصلي ، أي : لا يدوم على ذلك{[67996]} ، ورفع ( يخرجون وينصرون{[67997]} ) وقبله شرط ، لأنه قسم ، ولا يعمل الشرط في القسم ، ولا في جوابه ، لكنه{[67998]} سد مسد جواب الشرط{[67999]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.