ثم لما أجمل سبحانه كذبهم فيما وعدوا به ، فصل ما كذبوا فيه فقال :
{ لئن أخرجوا لا يخرجون معهم } هذا تكذيب للمقالة الأولى وقوله : { ولئن قوتلوا لا ينصرونهم } تكذيب للمقالة الثالثة ، وأما الثانية فلم يذكر لها تكذيب في التفصيل ، وقد كان الأمر كذلك ، فإن المنافقين لم يخرجوا مع من أخرج من اليهود ، وهم بنو النضير ، ومن معهم ، ولم ينصروا من قوتل من اليهود وهم بنو قريضة وأهل خيبر ، { ولئن نصروهم } أي جاؤوا لنصرهم قاله المحلي أو لو قدر وجود نصرهم إياهم ، لأن ما نفاه الله لا يجوز وجوده ، قال الزجاج : معناه لو قصدوا نصر اليهود وهذا من تمام تكذيبهم في المقالة الثالثة { ليولن الأدبار } منهزمين .
{ ثم لا ينصرون } يعني اليهود ، ولا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم وهم المنافقون ، وقيل : يعني لا يصير المنافقون منصورين بعد ذلك ، بل يذلهم الله ولا ينفعهم نفاقهم ، وقيل : معنى الآية لا ينصرونهم طائعين ، ولئن نصروهم مكرهين ليولن الأدبار ، وقيل : معنى لا ينصرونهم لا يدومون على نصرهم ، والأول أولى ، ويكون من باب قوله : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.