المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

4- وإن هذا القرآن الثابت في اللوح المحفوظ عندنا ، لرفيع القدر ، ومُحكم النَّظْم ، في أعلى طبقات البلاغة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

{ وَإِنَّهُ } أي : هذا الكتاب { لَدَيْنَا } في الملأ الأعلى في أعلى الرتب وأفضلها { لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } أي : لعلي في قدره وشرفه ومحله ، حكيم فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار ، فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

ثم بين - سبحانه - المنزلة السامية التى جعلها لهذا القرآن ، والصيانة التامة التى أحاطه بها فقال : { وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } .

والمراد بأم الكتاب : اللوح المحفوظ ، وسمى بذلك لأن جميع الكتب السماوية منقولة عنه . كما قال - تعالى - : { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } .

وقيل : المراد بأم الكتاب : علمه الأزلى - عز وجل - .

أى : وإن هذا القرآن المبين لثابت ، وكائن فى اللوح المحفوظ ، وهو { لَدَيْنَا } أى : عندنا { لَعَلِيٌّ } أى : لرفيع الشأن ، عظيم القدر { حَكِيمٌ } أى : محكم النظم فى أعلى طبقات البلاغة . فلا يضيره تكذيب المكذبين ، ولا طعن الطاعنين .

فالآية الكريمة تدل دلالة واضحة على القيمة العظيمة التى جعلها - سبحانه - لهذا القرآن ، فى علمه - تعالى - وتقديره ، كما أن وصف هذا الكتاب بقوله { عَلِيٌّ حَكِيمٌ } يؤكد هذه المنزلة السامية ويقررها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

وقوله تعالى : { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : { وإنه } أي : القرآن { فِي أُمِّ الْكِتَابِ } أي : اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، { لدينا } أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، { لعلي } أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة { حكيم } أي : محكم بريء من اللبس والزيغ .

وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الواقعة : 77 - 80 ] وقال : { كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ } [ عبس : 11 - 16 ] ؛ ولهذا استنبط العلماء ، رحمهم الله ، من هاتين الآيتين : أن المُحدِثَ لا يمس المصحف ، كما ورد به الحديث إن صح ؛ لأن{[25987]} الملائكة يعظمون المصاحف المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى ، فأهل الأرض بذلك أولى وأحرى ، لأنه نزل عليهم ، وخطابه متوجه إليهم ، فهم أحق أن يقابلوه بالإكرام والتعظيم ، والانقياد له بالقبول والتسليم ، لقوله : { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } .


[25987]:- (4) في ت، أ: "إن صح، وقوله: "لا تمس المصحف إلا وأنت طاهر" لأن".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

{ وإنه } عطف على انا ، وقرأ حمزة والكسائي بالكسر على الاستئناف . { في أم الكتاب } في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماوية ، وقرئ أو الكتاب بالكسر . { لدينا } محفوظا عندنا عن التغيير . { لعلي } رفيع الشأن في الكتب لكونه معجزا من بينها . { حكيم } ذو حكمة بالغة ، أو محكم لا ينسخه غيره . وهما خبران لأن { وفي أم الكتاب } متعلق ب { لعلي } واللام لا تمنعه ، أو حال منه و{ لدينا } بدل منه أو حال من { أم الكتاب } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

وقوله تعالى : { وإنه } عطف على قوله : { إنا جعلناه } وهذا الإخبار الثاني واقع أيضاً تحت القسم . و : { أم الكتاب } اللوح المحفوظ ، وهذا فيه تشريف للقرآن وترفيع .

واختلف المتأولون كيف هو في { أم الكتاب } ، فقال عكرمة وقتادة والسدي وعطية بن سعيد : القرآن بأجمعه فيه منسوخ ، ومنه كان جبريل عليه السلام ينزل ، وهنالك هو علي حكيم . وقال جمهور الناس : إنما في اللوح المحفوظ ذكره ودرجته ومكانته من العلو والحكمة .

وقرأ جمهور الناس : «في أُم » بضم الهمزة ، وقرأها بكسر الهمزة يوسف والي العراق وعيسى بن عمر{[10179]} .


[10179]:هو عيسى بن عمر الأسدي الهمداني، أبو عمرو، الكوفي القارئ، مات سنة ست وخمسين، وليس المراد عيسى بن عمر النحوي، أو عيسى بن عمر التيمي.