الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

قوله : { فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا } : يتعلَّقان بما بعدهما . ولا تَمْنَعُ اللامُ من ذلك . ويجوز أَنْ يكونا حالَيْنِ ممَّا بعدهما لأنَّهما كانا وصفَيْن له في الأصل فيتعلَّقان بمحذوفٍ . ويجوزُ أَنْ [ يكون ] " لدينا " متعلِّقاً بما تعلَّق به الجارُّ قبله إذا جَعَلْناه حالاً مِنْ " لَعَلِيٌّ " ، وأَنْ يكونَ حالاً من الضميرِ المستترِ فيه ، وكذا يجوزُ في الجارِّ أَنْ يتعلَّقَ بما تَعَلَّق/ به الظرفُ ، وأَنْ يكونَ حالاً مِنْ ضميرِه عند مَنْ يُجَوِّزُ تقديمَها على العاملِ المعنويِّ . ويجوزُ أَنْ يكونَ الظرفُ بدلاً من الجارِّ قبلَه ، وأَنْ يكونا حالَيْنِ من " الكتاب " أو من " أُمِّ " ، ذَكَرَ هذه الأوجهَ الثلاثةَ أبو البقاء . وقال : " ولا يجوزُ أَنْ يكونَ واحدٌ من الظرفين خبراً ؛ لأنَّ الخبرَ لَزِمَ أَنْ يكونَ " عَليٌّ " من أجلِ اللامِ " . قلت : وهذا يَمْنَعُ أَنْ تقولَ : إن زيداً كاتبٌ لَشاعرٌ ؛ لأنه مَنَع أَنْ يكونَ غيرُ المقترنِ بها خبراً .