فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

{ وَإِنَّهُ } أي وإن القرآن { فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا } أي عندنا { لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } أخبر عن منزلته وشرفه وفضله أي إن كذبتم به يا أهل مكة فإنه عندنا شريف رفيع القدر محكم النظم في أعلى طبقات البلاغة ، ودرجات الفصاحة ، لا يوجد فيه اختلاف ولا تناقض ، والجملة عطف على الجملة المقسم بها داخلة تحت معنى القسم أو مستأنفة مقررة لما قبلها ، قال الزجاج : أم الكتاب أصل الكتاب ، وأصل كل شيء أمه والقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ ، كما قال { بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } .

قال ابن جريج : المراد بقوله وإنه الخ أعمال الخلق من إيمان وكفر ومعصية ، عن ابن عباس قال : ( إن أول ما خلق الله من شيء القلم ، وأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة عنده ) {[1474]} ، ثم قرأ هذه الآية وأخرج ابن مردويه نحوه عن أنس مرفوعا .


[1474]:سبق ذكره.